طبيعة منطقة البحر الأسود لها سحر خاصّ وفريد، وجبالها الخضراء تتضمن الهضاب والمزارع الجميلة الممتدة شرقًا وغربًا، ومنها هضبة “آيدر” المميزة بولاية “ريزا” شمال شرقي تركيا.
وتشهد هضبة “أيدر” السياحية المطلة على البحر الأسود، إقبالًا كبيرًا من قبل السياح المحليّين والأجانب والعرب الباحثين عن جمال الطبيعة وخضرتها الساحرة.
تقع الهضبة في قضاء “تشاملي هامشين”، وتمتلك العديد من المزايا السياحية فهي محاطة بجبال مغطّاة بالأشجار، ويعلو قممها الضباب، وتتدفق منها الشلالات، لتشكل معًا لوحةً فنية طبيعية.
تشتهر الهضبة بينابيعها الحارّة التي تشهد إقبالًا كبيرًا من قبل السياح الذين يفضّلون قضاء أوقاتهم وسط الطبيعة، والابتعاد عن ضوضاء المدينة، خاصة مع برودة الطقس المحبّبة خلال أشهر الصيف الحارّة.
“قرية جبال الألب التركية”
يبلغ متوسط ارتفاع الهضبة عن سطح البحر 1350 مترًا، وتلقّب بـ “قرية جبال الألب التركية” من شدة روعتها وجمالها.
تحيط بها جبالٌ مغطاة بالأشجار، وتتدفق منها الشلالات ليشكل تناغمها لوحةً فنية طبيعية تمتاز بالجمال والروعة في كافة الفصول وأهمّها في الصيف والربيع تزامنًا مع موسم العطلات والإجازات.
تشكل هضبة “أيدر” وجهةً سياحية مهمة ضمن البرامج السياحية حيث توضع على أجندة رحلة البحر الأسود، خاصة للراغبين في قضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة.
تنتشر على امتداد الهضبة العديد من المطاعم، فضلًا عن توفر كافة أنواع الخدمات الأخرى الضرورية لتيسير الرحلات السياحية، حتى إنها باتت تُعرف بـ قِبلة السياح الخليجيين، نظرًا للعدد الكبير منهم الذي يزورها باستمرار، حيث تسحرهم الطبيعة الخلابة والجبال الخضراء.
وتُعرف ولاية ريزا بأنها “عاصمة المطر”، وهو ما يجعلها مليئة بالغابات والأشجار الخضراء، وهذه الميزة تجعلها نقطة جذب طبيعية في المنطقة، تتكامل مع الخدمات المقدّمة فيها، لتكون ضمن خطط الزيارات السياحية.
نشاطات عديدة
تجذب رياضة التزحلق على الحبل (zipline)، السياح والزائرين للمنطقة الذين يصطفون في الطوابير من أجل ممارستها في النقاط المخصصة لها خلال الجولة، خاصة أن كثيرين منهم يمارسون هذه الرياضة للمرة الأولى، فتجعلهم يختبرون تجربةً غنية بالمغامرة والتشويق.
ويتمّ تنظيم جولات لعشاق الطبيعية من قبل العديد من وكلاء السياحة في المنطقة، حيث تشهد الهضبة توافد مجموعات كبيرة من السياح الخليجيين على وجه الخصوص خلال عطلات نهاية الأسبوع.
يساعد في ذلك توفر الرحلات الجوية صيفًا بشكل دائم إلى مطارات منطقة البحر الأسود، ولعلّ افتتاح مطار ريزا- أرتفين العائم في 14 مايو/أيار الماضي، ساهم في تيسير. الرحلات السياحية بشكلٍ مباشر إلى المنطقة وشجّع على زيادة الإقبال عليها.
كما تستقطب الهضبة عشاق الهدوء والسكينة والاسترخاء مع الطبيعة الخلابة والإطلالات الساحرة، إذ تتميّز بمناظر مذهلة تتجلى بمرور الغيوم بين الفينة والأخرى من أعالي الجبال إلى الهضبة لتشكل لوحة جمالية مُتكاملة.
وتستهوي الهضبة عشاق الطبيعة على وجه العموم، وهواة التسلق والمصوّرين بشكل خاص، حيث تتيح لزوارها فرصة ممارسة العديد من الأنشطة كالتخييم والركض والمشي وركوب الدراجات الهوائية.
وبذلك توفر الهضبة جولة مميزة ووجبة سياحية دسمة تأسر زائريها وتجعلهم يصفونها بأنها قطعة من الجنان في منطقة البحر الأسود.
المصدر: الأناضول